يحكى أن رجلاً قد طرد من قومه ،وقام بمجاورة قبيلة سبق أن قام هو وزوجته بمساعدة كبيرهم "شيخ القبيلة" بالهرب بعد وقوعه أسيراً عندهم ،وعاش عندهم حتى أصبحت ابنته يافعة وجميلة يتحدث شبان القبيلة عن أخلاقها وجمالها ومن بين الشباب احد أبناء شيخ القبيلة وأصغرهم سناً.
ازداد الشاب اعجاباً بالفتاة ،وكلما زاد اعجابه زاد تحرشه بها حتى تعدى الأمر الكلمات والأشعار فوصل الى امر لولا لطف الله بالفتاة لتمكن منها الشاب المستهتر ،فأخبرت الفتاة والدها عن هذا الأمر وأن عدم الرحيل عن القبيلة سيقود الى كارثة !!
ففكر والدها بالأمر كيف يغادر مضارب قبيلة اكرموه بعد نفي قبيلته ،وكيف سيواجه صديقه شيخ القبيلة بهذا الأمر وهو يعلم عظم قدره لديه !! ففكر بأن يلعب معه لعبة "صبة" (لعبة شعبية قديمة) ،وفعلاً دعا صديقه الشيخ وطلب منه مشاركته في اللعبة ،وكلما حرك ابو الفتاة الحصوات في اللعبة كان يردد "ياترحلني يا ارحلك" قاصداً الشيخ وفعلاً فهم الشيخ مقصده وعزمه بالرحيل ،وتعمد ابو الفتاة أن يخسر ،وقال بعد خسارته "لا والله أَلآ رحلنا ياشيخ"!! ،فسأله الشيخ : فيك شي احد مضايقك ،فأجابه ابو الفتاة : الديار طلبت اَهلها وانا مشتاق لربعي وأهلي وأنتم أكرمتونا وماجا منكم قصور ونبي تسمحلنا نرحل ،فسمحلهم بالرحيل.
وكل مامر يوم يسأل الشيخ نفسه لماذا رحلوا ونحن اكرمناهم ولم نبخل بشيء عنهم ،هنا ادرك الشيخ امر بأنه يمكن أن يكون أحد أبناؤه قد تحرش بأبنة الرجل ،فأستدعى أبناؤه وأخذ يحتال عليهم بطرق وبمراوغه ليعرف من هو سبب رحيل صديقه الذي له ولزوجته الفضل بعد الله بتخليصه من موت محقق ،وكلما سأل أبناؤه اجابوه بالنفي ،بعد فترة وبينما هو جالس مع اصغر ابناؤه وجه حديثه "فلان البنت متعلقة فيك يوم رحلو تناظر البيت وعيونها تدمع شكله ماتبي احد غيرك !! وتبسم الشيخ لولده ،فأجابه ولده "والله يايبه ماتبي غيري واقول لها من الشعر وتضحك وتهرج معاي وكانت عشمانه اتزوجها لكن تخبر عيال الشيوخ شيوخ مثل ابهاتهم ماياخذون الا شيخاتٍ مثلهم وانا كنت ألعب عليها وأبي منها وابي منها ورفضت اني اسويله شي الا بعد مااتزوجه وقبل مايرحلون بيوم لو الله ماانجاه مني والله اني نمت معها لكن الله انجاه وهربت" !! ،عرف الشيخ ان ابنه الصغير كان سبب رحيل صديقه ومنقذه بعد رب العالمين ،وأخفى صديقه امر ابنه حتى لا يكدر خاطره ويزعجه لعظم قدر كلاهما عند بعض ،فتناول الشيخ السيف وقتل أحب أبناؤه اليه بعد علمه بالأمر العظيم الذي قام به تجاه صديقه وابنته وكيف انه كاد أن يجلب العار لهم ،بإغتصاب الفتاة ،وأرسل رأسه الى ابو الفتاة قائلاً "هذي هديتي لفلان لايفتحها غيره وبلغوه أني مانمت من يوم رحل ،وأبيه يرجع" ،وفعلاً فتح ابو الفتاة الهدية فوجدها رأس الشاب ،فوقعت في نفسه عظم قدره عند الشيخ الذي قتل أحب ابناءه من اجل أن يكسب مجاورته وقربه ،وفعلاً عاد وتجاورا ،وزوج الفتاة لأحد أبناء الشيخ.
في هذا الوقت انت لا تحتاج للحيل والألاعيب لكي تبين لشخص أنه غير مرغوب به في المكان يكفيك فقط إعطاؤه حظر بالواتس ،كوسيلة تغنيك عن الصبة ،ورحلني ولا ارحلك ،كرسالة بعدم القبول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق