تأخرت وترددت كثيراً في كتابة هذه الكلمات رثاء للغالي أخي وصديقي المرحوم بإذنه تعالى طلال المناعي، وقد سبقني الأخ العزيز محمد عبدالحميد الجاسم جزاه الله خيراً.
لقد ترددت خوفاً من أن أعجز عن أن أوفيه حقه في الرثاء، وقد تخونني كلماتي بذلك تأثراً بالفاجعة.
لقد قال لي خلال مرضه إنه كان يدعي بره لوالدته ومن هم في مقام والدته، إلا أنه قد رأى ذلك وأكثر كما يقول المثل الكويتي «من سوَى سوويله» في بر ابنته لطيفة وابنه يوسف أكثر مما قدمه لوالدته رحمها الله.
لقد عقد العزم قبل وفاته بأسبوع أن يرضى بما ابتلاه الله به من مرض، ويتمتع بما أنعم الله به عليه في ممارسة أبوته مع لطيفة ويوسف، فكان أول مشروع لنا الاستعداد والتهيؤ لحضور حفل تخرج ابنه يوسف في الثانوية، وقد سألته حينها مازحاً «إتغدَى عندي اليوم» فقال «يلا». كلمة «يلا» تلك أدخلت الفرح والبهجة في قلبي وقلوب جميع المحيطين به، وكان مشروع البداية ليحمل «صوابه»، ولكون معنوياته قد ارتفعت أظن حسناً بالله أنه تمتع هو بتلك الزيارة، بل وأدخل السرور إلى قلوبنا جميعاً.
هذه طبيعة البشر عند رحيل أي شخص تاركاً حيزاً في حياتهم بمآثره ومحاسنه، لقد كان محباً للجميع، كما كان يحبه الجميع متسامحاً وممازحاً، من دون ابتذال مع من حوله.
وحسن ظنًا بالله، يكفيك يا طلال برك بوالدتك، فجنتك بإذن الله تحت أقدامها، وبزوجتك وبرعايتك لأبنائك بأن يغفر الله لك ويسكنك جناته ويحشرك مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
سنحضر حفل تخرج ابنك يوسف في البيان. سنفرح وعسى أن تفرح روحك معنا. وستبقى في ذاكرة ابنك وابنتك وزوجتك أباً حنوناً وزوجاً وفياً. ولنا جميعاً، أنت الصديق وأنت القريب. ستكون دائماً بيننا. نتخذ طيبتك مثالاً ومحبتك قدوة.
صقر عيسى المناعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق