أصدر «تجمع بعض دواوين الكويت» بيانا تناول فيه احداث الفترة الماضية وسلوكياتها وسلبياتها وأثرها على مفهوم الديموقراطية الكويتية.
وطالب التجمع في بيانه الذي جاء تحت عنوان «رسالة من القلب من بعض دواوين الكويت إلى أهل الكويت» المواطنين بإدراك حجم مسؤولياتهم ودورهم الكبير وأثره العظيم في حاضر الكويت ومستقبلها، وأن يضعوا مصلحة البلد فوق أي مصلحة.
وفيما يلي نص البيان: قال الله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».
لاتزال أحداث الفترة الماضية ماثلة في أذهــاننا، وحاضرة في وجداننا، بما أفـــرزته من سلوكيات شكلت برمتــــها خروجا على موروثنا الكويتي الأصيل، من قيم وعــــادات ومبادئ فاضلة، وتشويها للمعاني السامية للحرية، وامتطاء مقلوبا لمفاهيم الديموقراطية والتعبير السليم عن الرأي خارج الأطر الدستورية، على خلفية محاربة الفساد وتصحيح المسار.
وإذا كان تراكم التراخي الحكومي عن حسم ملفات عدة، وفي مقدمتها الاخلال بالتركيبة الديموغرافية للمجتمع الكويتي، والتقاعس عن دورها في تطبيق القانون ومحاربة الفساد، وتوقف عجلة التنمية في مجالات عديدة، وتراجع الحكومة في كثير من الأوقات عن قرارات ومشاريع قوانين تحت ضغط الصوت العالي لبعض النواب قد شكلت في مجموعها سببا مهما في وصولنا الى هذه الاوضاع، فإن ما لا يقل عنه أهمية وتسببا هو الانحراف الحاد في اداء بعض نواب الأمة انفسهم عن المهمة الحقيقية المنوطة بهم، وعن الاسس السليمة لما كانت عليه المعارضة فيما سلف، حين كانت المعارضة وسيلة إصلاح لا غاية، فشهد لها التاريخ بالتشريع المثمر، والرقابة المسؤولة، والمحاسبة الرصينة، حين كانت الكويت في سويداء قلوبهم، وكانت همهم الأول والأخير، فعملوا كما ينبغي للمعارضة أن تكون، أما اليوم فهناك معترضون غلبوا المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، وتحولوا من التشريع الى التضييع، ومن البناء الى الهدم، ومن النماء الى الفوضى، وفرطوا بوقت جهلوا قيمته في حياة الأمم، وشغلوا الساحة والرأي العام بحلقات متسلسلة من استجوابات شخصانية لا طائل من ورائها، وبأساليب حوار متدنية، ومستويات هابطة من لغة التخاطب، وألفاظ نابية وعراك مدم، وختموا سجل انجازاتهم بتبني ثقافة حوار الشارع بدلا من قبة البرلمان، واستيراد شعارات ومصطلحات لا تنطبق على ما ننعم به في وطننا من خير وأمان والتي شكلت في مجموعها تقويضا لاستقرار الدولة وهيبة القانون.
وانطلاقا من دعوة صاحب السمو الأمير حفظه الله للمواطنين الى حسن اختيارهم ممثليهم الى البرلمان، وإيمانا منا بالدور الحيوي للدواوين في حياة أهل الكويت قديما وحديثا وفي مراحل مهمة كهذه المرحلة، فإننا نتوجه اليوم بهذه الرسالة إلى أهل الكويت عامة والناخبين منهم خاصة ونحن على مسافة أيام قليلة من مرحلة انتخابية جديدة، يتوقع ان تكون الأهم في مسيرتنا النيابية، وتتم في ظل ظروف ومنعطفات اقليمية وعالمية بالغة الخطورة والحساسية والتعقيد، وتتطلب برلمانا على مستوى من المسؤولية والحلم والرؤى الوطنية الصادقة، ودماء جديدة ترعى الدستور وتحترمه، وتلتزم بالقانون وتدفع الى مسيرة عمل نيابي مثمر من التشريع البناء، والرقابة المخلصة، والمحاسبة الأمينة لأداء الحكومة، بعيدا عن التأزيم والشخصانية والاجندات الخاصة، وتسهم في تعزيز الديموقراطية وتطوير مسيرة الاصلاح والتنمية ومحاربة الفساد، وتعمل من أجل أن تظل الكويت هي الغاية، وترعى حقها، وتصون امانتها، وتقدمها على نفسها ومصالحها.
لذلك فإننا نهيب بأهل الكويت عموما رجالا ونساء، والشباب والشابات منهم خاصة، الذين هم عماد الكويت وثروتها الحقيقية والهدف الرئيسي للتنمية، ان يعوا حجم مسؤوليتهم، ودورهم الكبير وأثره العظيم في حاضر الكويت ومستقبلها ونناشد فيهم وطنيتهم وضمائرهم، بتغليب صوت العقل على العاطفة، وأن يضعوا مصلحة الكويت فوق أي مصلحة، وأن يقدموا الولاء لها على أي ولاء وانتماء، وان يستحضروا مخافة الله في وطنهم وفي أهليهم وأبنائهم عند حسم خياراتهم وان يستحضروا معنا جميعا وحتى وقت قريب السلوك الخاطئ لمن اوصلناهم في السابق فأوصلونا إلى ما نحن فيه، سائلين الله عز وجل أن يلهم الجميع سبل الحكمة والرشاد، وان يحفظ الكويت آمنة مستقرة ويديمها واحة خير وأمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته