الخميس، 1 يناير 2015

” كمخ شيوخ ”



في اللغة العربية الفصحى كَمَخَ بأَنفه كَمَخَ َ كَمْخًا ، وكُماخًا : تكبَّر وشَمَخَ . و كَمَخَ الفرسَ باللِّجام : كبَحَه . ( المعجم الوسيط )
كما ان كمخ ( بضم الكاف ) وهي جمع لكلمة كمخة وتنطق بالعامية ( إكمخة ) والاكمخة  بالعامية هو ذلك الشخص الغبي التافه الذي لايمكن الاعتماد عليه او كما تم  وصفه في القرآن افضل وصف ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) .
مشكلتنا في الكويت ان لكل متنفذ  ، ولأكون اكثر صراحة لكل شيخ متنفذ ( حيث ان رئيس الوزراء شيخ ابن شيخ ابن شيخ ابن شيخ فلا يتوقع ابدا أن يأمر عليه احد من ابناء العامة وخاصة ان هذا الامر به سوء للحكومة والدولة )  ، وعليه فإن لكل شيخ متنفذ مجموعة من الكمخ تابعين له زارعهم في وزارات ومؤسسات الدولة  ، ولو كان لهذا الشيخ المتنفذ شركة خاصة لما عين احد من هؤلاء حارس لديه في شركته ، فهم ادنى مستوى من ذلك .
هؤلاء الكمخ ما ان يدخل المواطن على احدهم حتى يكمخ  بانفه ويتكبر ويشمخ ويصعر خده ويلوي فمه فيتقعر بالكلام للتغطية على فراغ عقله وانعدام ضميره في محاولة منه لمنع انفضاح امر انبطاحه المتحدب ( حيث ان للانبطاح ثلاث انواع رئيسية وهي عادي  ومتقعر ومتحدب وكل نوع منه درجات مختلفة ) ، في حين ان لجامه ليس بيده ليكمخ نفسه ولكن لجامه بيد المتنفذ الذي توسط له ليصل الى ماهو عليه ، وياليته كالجوادا او كالفرس ، لكنه للاسف واذا اخضعناه للتعريف العامي للكمخ فهو غبي غباء الحمر المستنفره ، لايورد صاحبه الا المهالك .
هؤلاء الكمخ هم السبب الرئيسي في تراجع الكويت وتخلفها عن ركب الحضارة والتطور وهم حقيقة سبب دخول الكويت حقبة التخلف البليد والفساد الشديد في كل مناحي الحياة ، ولو استمرت الكويت بتسليم اداراتها وشركاتها لهؤلاء فبالتأكيد سيكون المستقبل لابناءنا كسواد الليل البهيم ، والعجيب ان هؤلاء انتشروا في الكويت بشكل رهيب وتضخموا وكأنهم خلايا سرطانية تمنع نمو الخلايا السليمة وتقتلها ، واذا ارادت الحكومة جادة ان تنهض من ركب التخلف والتدهور فلابد من اقتلاع هؤلاء قلعا واستأصالهم إستأصالا من المؤسسات الحكومية و الشركات المشتركة ، ولابد ايضا من منعهم من الدخول لمناقصات الدولة حيث الفساد المنتشر والتأخر المستمر في مشاريع الدولة مضاعف كما ونوعا بسبب تهاون كمخ القطاع الخاص مع كمخ الشيوخ في القطاعين العام والمشترك.
والغريب في الامر بأن لهؤلاء وجهة نظر عجيبة فهم يعتقدون بأنهم ليسوا كمخ بل ان من يحميهم هو الكمخ حيث انهم لايأدون واجبهم بصورة حسنة والكل يعلم بسوء نتيجة فعايلهم ورغم ذلك فهم مستمرون بعملهم يقبضون الرواتب والمميزات المضاعفة اضعافا ، فهم يرون لنفسهم انهم نجحوا بالضحك على من يحميهم ، إذا فهم اذكياء بإنقاذ انفسهم من العزل والعقاب وان الكمخ هم هؤلاء الذين يحمونهم رغم سوءهم ( وجهة نظر لها حظ من الواقع ).
السؤال الذي يلح علي كلما سافرت الى دول الخليج ، ماهو شعور الشيوخ والمسؤولين حينما يزورون دول الخليج ، الا يخجلون من انفسهم ؟؟!! ، انا كمواطن متقاعد احس بالخجل الشديد الذي يعصف بكياني ، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث قال ( ان لم تستح فاصنع ماشئت ).
وكل عام وانتم والكويت من غير كمخ.
والله عليم بذات الصدور
بقلم
الخبير الاقتصادي/ محمد المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق