سلط الكاتب والباحث الالماني أدولف فرانك في بحثه الجديد "رجال دين.. عظماء ام عملاء" الضوء على حياة العديد من رجال الدين في العالم، ومن بينهم حياة رجل الدين الراحل "اية الله الموسوي الخميني -قدس الله سره-".
يقول فرانك في بحثه: "ولدّ جد اية الله الخميني، سيد أحمد موسوي هندي، في قرية كينتوّر بمقاطعة بارابانكي الهندية وكانَ معاصرًا لاية الله سيد مير حسين موسوي. وفي سنة 1830م توجه موسوي هندي الى مدينة النجف ببلاد ما بين النهرين "العراق حاليا"، حيث استقر فيها لقرابة الاربعة سنوات. وبعد ذلك، اي في سنة 1834م، انتقل موسوي هندي الى بلاد فارس واستقر في مدينة خمين، 160 كم عن مدينة قُم، وهناك فضلَ السكان المحليين تسميته بلقبه الاصلي "هندي" لتميزه عن سلالة الموسويين في المدينة".
ويضيف فرانك: " اما والد الخميني، مصطفوى هندي، فقد أغتيلَ في مدينة خمين بعد خمسة أشهر من ولادة الخميني، أي في سنة 1903م، ولا يُعرف سبب الاغتيال الا ان الخميني حضي برعاية امه حجية آغا خانوم وعمته وأقارب والدته".
وحول تعليم الخميني واهتماماته، يقول فرانك: "تأثر الخميني بكتب الفلسفة اليونانية، ولا سيما فلسفة ارسطو قبل المسيح. وتتلمذ على يد أثنين من المدرسين وهما جواد مالكي التبريزي ورافي القزويني، ولكنه تأثر أكثر بالمدرس ميرزا محمد علي ومجموعة متنوعة من الصوفيين والبهائيين كصدر الدين الشيرازي ومحي الدين الاندلسي".
ويشير فرانك الى ان الباب الأول الذي فتحَ للخميني بدون منازع، كانَ بعد وفاة اية الله السيد حسين البروجردي في سنة 1961م بالتزامن مع تصفية الشاه محمد رضا بهلوي لرجال الدين المعارضين لسلطته وللفساد المستشري في البلاد. ويضيف فرانك: "تعرض الخميني للاعتقال في سنة 1963م ونقل من قم الى طهران، وبعد شهرين من اعتقاله افرجَ عنه ووضع تحت الأقامة الجبرية".
ويكمل فرانك: "هناك العديد من الاحداث الغامضة لحد الان والتي حصلت بعد أحداث 1963-1964م في ايران. وهي كيفية واسباب انتقال الخميني الى مدينة بورصة التركية وفيما بعد قرية نوفل لوشاتو الفرنسية؟! حيث اقامَ الخميني في تركيا بعد وصوله اليها بطريقة سرية في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني سنة 1964م في منزل عقيد الاستخبارات التركي علي سيتينِر ولمدة عام، وقد اوصى عقيد الاستخبارات التركي الذي يجيد اللغة الفارسية زوجته بان تحافظ على سر وجود هذا الرجل في المنزل وان تقدم له أفخر الطعام والخدمات، بالمقابل كانَ العقيد علي سيتينِر يترجم للخميني اثناء لقاءاته السرية مع الشخصيات المجهولة ذات الستر المعروفة!".
ويشير فرانك في بحثه الى ان الخميني انتقلَ من تركيا الى النجف في اكتوبر تشرين الاول سنة 1965م. وبعد ذلك بنحو 13 عام، اي في السادس من اكتوبر تشرين الاول سنة 1978م غادرَ العراق باتجاه قرية نوفل لوشاتو في شمال وسط فرنسا للاقامة فيها، وهي القرية الشهيرة بصناعة النبيذ وذات التعداد السكاني الذي لا يزيد عن 2000 نسمة وقتئذ: "كل شيء غامض. فلماذا اختار فرنسا ولماذا اختار بالتحديد قرية نوفل لوشاتو للاقامة فيها وهي القرية التي عاش فيها نوفل، وكيل الملك لويس التاسع الذي قادَ الحملة الصليبية السابعة على اورشليم القدس؟! وهل هي مصادفة وجوده في قرية يعيش فيها الممثلين والكتاب المسرحيين كالكاتبة المسرحية مارغريت دوراس والفنان روفوس ونجمة هوليوود ديانا دوربين والكاتب اليهودي الفرنسي-البولندي (ميشيل كريستين/ اسم وهمي، جاك سيلبِرفيلد/ اسم حقيقي" وهو حفيد حاخام كراكوف الشهير؟!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق