ان الشركات العريقة لها بروتوكول للتعامل مع اي نوع من انواع الإضطرابات التي تعصف بالأسواق سواء كانت هذه الإضطرابات داخلية أو اقليمية او عالمية.
فمثلاً لها تعامل متعارف عليه في حالة الإضراب العمالي أو غيره من المؤثرات الداخلية وكذلك هناك بروتوكول وخطط واضحة لإضطرابات الاسواق العالمية من عرض وطلب وتغيرات بالاسعار.
والتعامل الناجح لإدارات الشركات لا يقابله الا السمعة والشهرة ومزيد من النجاحات للشركات وإداراتها اما من جلس يراهن وينظر و ينتظر رجوع الاسعار الى سابق عهدها ليعود للعمل والانتاج فهو يعيش ليومه ولا يلملم الا الندم والإخفاقات ويكون مثالاً للنموذج المتخلف للإدارة وقصص حزينة يتداولها خبراء الادارة عن كيفية سقوط الشركات وانحدارها بعد ايام العز والرفاهية.
فمثلاً عند انخفاض اسعار النفط في منتصف الثمانينات تعالت اصوات المراقبين بأن نفط الشمال ذو الخبرة المحدودة سوف ينهار امام ضربات اسواق النفط وكان تكاليف انتاج النفط من حقول الشمال (الصعبة جدًا في ذلك الوقت) سواءً البريطانية والنرويجية لايقل عن ١٦دولار للبرميل الذي سعره في المتوسط حينها يقارب ٨ دولار وهو سعر منخفض وينذر بحسبة بسيطة بإغلاق منصات حقول برنت وسيطرة حقول الشرق الاوسط على انتاج النفط وهذا كما يراه المراقبون. لكن قيام الشركات المنتجة بالتغلب على الصعوبات وايجاد حلول للإستمرار بالانتاج بل وزيادتة في بعض الاحيان واصبحت نموذج يحتذى به.
والأن يوجد مثال اخر للشركات النفطية من المفروض يانه يصارع من اجل البقاء فى ظل الاسعار الحالية وهو النفط الصخري وهو اصعب انتاج من حقول الشمال من ناحية عملية ولوجستية وتكلفة انتاج هذا النوع من النفوط تناطح ال ٧٠ دولار. وهذه الشركات الأن تواجه انخفض الاسعار بزيادة الكفائه وتخفيض المصروفات وتأخير المشروعات المكلفة حتى تنتج بكفائه عالية وتستمر بالعمل بنجاح والمنافسة بأسواق عالية المخاطر. بينما نجد شركة نفط الكويت والمؤسسة الأم لاتتعامل بأي نوع من انواع زيادة الكفائة او تظهر للمراقب اي اكتراث ومواجهه حقيقية وفعاله لتغييرات الاسعار فالآلاف من الموظفين الغير كويتيين سواء بالعقود او غيره منهم الكثير يمكن الاستغناء عن خدماتهم بدون الإضرار بعمليات الشركة والمؤسسة حتى انه هناك زيادة في العقود الهامشية والغير مرتبطة بعمليات الانتاج والتصدير.
اما استعمال التكنولوجيا في شركة نفط الكويت فهي ابتلاء مابعده ابتلاء. حيث ان التكاليف تزداد والعمالة تزداد عند الاستعانه بالتكنولوجيا بينما اي انسان لديه ذرة عقل فإنه يتوقع انخفاض بالتكاليف التشغيلية وزيادة الكفائة وهو ما لم ولن يحدث في ظل ادارة ضعيفة تقنيا وتضع مصالحها فوق مصلحة الشركة وحتى البلد ككل. فهناك عقود لإدارة عقود وعقود لتسهيل مهام الموظفين في الشركة لان الموظف لايريد الخروج لفحص او حتى رؤية المعدات الا عن طريق المقاول فأصبحت عقود الشركة تضاهي اعداد المنشأت ان لم تضاهي حتى أعداد المعدات الرئسية للأسف.فهل هذه العقود ضرورية ام هناك شي أخر لانعرفه و صحيح انه شئ مضحك ويمكن التندر به لوقت طويل ولكنه قد يكون مبكي وضار جداً للأمة في المستقبل القريب والبعيد.
أما تحول الشركة الى شركة سياحية وترفيهية ماهو الا نتيجة للفراغ العقلي وقلة التدبير والبحث عن النجاح بأموال الشركة لأعمال لا علاقة لها بالصناعة النفطية مما يؤدي الى تشتيت الجهود و ارباك كبار المسؤولين بالدولة وادخال الأولويات بالفتات من الأعمال واعتبار صالة المطار وسوق المباركية وأكبر حرف"كف" انجاز للشركة والبلد.
وحتى لا نظهر بمظهر المعارض من اجل المعارضة او التشفي وهو بعيد كل البعد عن ما نراه من تردي وانحدار لأعرق شركة نفط بالمنطقة.
فلنعطي مثال على ذلك ونقارن بين انتاج العراق والكويت حيث ان العراق يحتوي على منشآت متهالكة ومتضررة بشدةً من الحروب والعمليات التخريبية والنفط في عديد من حقولهم صعب من ناحية الغازات السامة من كبريتيد الهيدروجين( الخطير على العامل والمعدات وصعب التعامل في العمليات) وناهيك عن الوضع الامني الاخطر في العالم على الاطلاق.
فبرغم كل هذة الصعوبات استطاع العراقيون بإدارتهم وحنكة العمل ان يضاعفوا الانتاج من مليون برميل يومياً الى اكثر من ٤ملايين يومياً خلال عشر سنين بينما إدارة شركة نفط الكويت كلما عزمت واعلنت انها بصدد زيادة الانتاج فإننا لا نرى الا انخفاض للإنتاج وهذا ليس للتندر ولكن للأسف للتحسر على وضع شركة تعتبر عريقة بالمقاييس التاريخية ولكنها لاتحصد الا الفشل و ضياع الجهود والاموال والدليل على هذا هو الانتفاخ والأورام التشغيليةالخبيثة التي يصعب استئصالها لتكاليف البرميل الكويتي بعد ان كانت الاقل في العالم وكانت مثال لذلك فإنه بفترة قليلة تضاعفت تكاليف برميل النفط ولم يقابلة زيادة بالانتاج بل انحدار بالإنتاج لان الزيادة بالتكاليف لم تكن مدارة بإدارة فعالة بل موجهه الى اعمال كمالية وسياحية وتغييرات ادارية لتنفيع الاقرباءوالحلفاء واصحاب المصالح والنقابة الحليفه مما ادي بهذة الشركة للوضع الذي لاتحسد علية بتاتاً.
فللأسف الشديد والوضع الغير صحي بأن نترك الأمور على ماهي علية وتبني اسلوب النعامة في التعامل مع هذه الاوضاع المزرية فإننا لا نقول الا ان ندعوا الله عز وجل ان يكون في عون هذه القطاع المحتل من العقليات البائسة والمتخلفة ويحرره منها بأسرع وقت حتى لايفوتنا قطار الأمل الاخير المتجه الى محطة الامان والتقدم.
مصدر حكومي
9/6/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق