نحن مجموعة من أبناء قبيلة العجمان ويام نعبر عن بالغ الأسف و الحسرة لما آلت إليه الأمور مؤخرا في بلدنا الحبيبة الكويت ، حيث أننا نعتقد يقينا أن اختلاف وجهات النظر و الرأي أمر لابد منه ما دامت البشرية ، و نعتقد أيضا أن الخلافات السياسية أمر لا مفر منه وأنها تأتي تبعا لسنة الديمقراطية في كويتنا الغالية كما هي في كافة بلدان العالم الديمقراطية ، و مثل ما نؤمن يقينا أن الديمقراطية التي ارتضيناها وارتضاها الشعب الكويتي هي الحصن الحصين لاستقرار البلد فإننا نعتقد في الوقت نفسه أن روح الاستبداد و التعسف والخروج على القانون ماهي إلا نتاج عمل استفرادي تحاول السلطة من خلاله عبر عقود من الزمن اخضاع الشعب لهواها و النيل من مكتسبات شعبنا الحرّ .
واليوم يصدر بياننا هذا بعد أن مرت قرابة الخمس أشهر من قرار سحب جناسي الدفعة الأولى و قد تركنا المجال طوال هذه المدة عل و عسى أن تعود السلطة إلى رشدها وعقلها وتدرك عواقب الأمور وتستجيب لنصح الناصحين إلا إنها آثرت غيها و استكبرت وتمادت وتوسعت في جورها، ويأتي موقفنا هذا بعد قناعتنا التامة بأن قرار سحب الجناسي لم يكن إلا لأسباب سياسية القصد منه الانتقام من مواطنين و فئة من فئات المجتمع غلب على افرادها معارضة نهج السلطة بالانفراد بالقرار وعجزها عن الاصلاح ومحاربة الفساد وأهله .
وهذا الموقف التضامني لم يترسخ إلا بعد يقيننا بأن هناك استهداف و ترصد وتهديد لهذه الفئه وهي القبائل بشكل عام وقبيلة العجمان ويام بشكل خاص وصل إلى حد الإعتداء الذي تمثل بقرارات سحب الجنسية و استمرار حملات التحريض و التدليس و الترهيب ضد قطاع واسع من أبناء القبيلة وضد كل من يقف معارضاً لنهج السلطة .
كما أن من الواجب بيانه أن قبيلة العجمان وبقية القبائل قبل أقل من ١٠٠ عام أي قبل قيام الدول الحديثة وترسيم حدود المنطقة كانت تمارس سيادتها ونفوذها على أراضيها ولم تخضع لأي قوى أجنبية كانت أو محلية ، إلا أنه و بعد ترسيم الحدود وتجهيز الدول لشكلها الحالي و ما رافقه من اكتشاف للنفط وتوفر إرادة جادة من الدول العظمى بأن تحصل على امدادات دائمة من النفط كان لابد من قيام الدولة الحديثة ومتطلباتها واهمها بناء مجتمع على أُسس جديدة تكون السيادة فيه للقانون ويتشارك أفرادها الثروة والبناء والتطوير وفق منظومة قوانين وعلاقات اجتماعية جديدة ، و أمام كل هذه المتغيرات اصبح لزاما على القبيلة التنازل عن سيادتها وسلاحها وجزء من حريتها مقابل تحقيق هدف أعلى واسمى وانبل وهو قيام دولة يسودها العدل والمساواة بالحقوق والواجبات والكرامة ، فساهمت القبيلة عن طريق مشاركة أبنائها في الجيش والشرطة لحماية الدولة الوليدة من الاخطار الخارجية والداخلية كما تقلد ابناءها ما اتيح لهم من المناصب والوظائف لأجل الإزدهار والتطور والتقدم بين الامم وشعوب العالم .
إلا أنه وبعد مضي كل هذه العقود الزمنية و بعد كل هذه المتغيرات والتطورات الفكرية والنفسية للقبيلة و بعد تقديم كل هذه التضحيات لازالت السلطة تنقض العهود والمواثيق وتستمر بإدارة الدولة بطريقة عشائرية فردية طوت صفحتها القبيلة لكن السلطة لم تطوِ هذه الصفحة التي لم تعد مناسبة لعصرنا الحديث ولا تلبي طموحات وتطلعات إنسانه المعاصر ، واذا نكثت السلطة العهود والمواثيق فنحن مازلنا متمسكون بها وندعوا إلى تحقيق العدل والمساواة بين كل فئات المجتمع وإلى سيادة القانون الذي يحقق المصلحة العامة للجميع دون تمييز وانتقائية.
وبعد كل ماسبق وانطلاقاً من الأخلاق والفضائل التي دعى لها ديننا الحنيف و وردت عن أشرف الخلق وآخر المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) و من مقتضيات المروءة و واجبات الشهامة التي توارثناها ولا زالت تتدفق بعروقنا وتجري بدماؤنا نعلن نحن الموقعين أدناه:
أولاً : التضامن الكامل والتعاضد مع أسرة البرغش وأسرة الجبر واسرة الشيخ نبيل العوضي وأسرة سعد العجمي وكافة الأسر التي لحق بها أذى السلطة الجائرة من قرارها بسحب جناسيهم تعسفا و جورا.
ثانياً : رفضنا لمنهج السلطة الغير إنساني و الغير حكيم والغير قانوني في معاقبة المخالفين لها سياسيا بتجريدهم من جناسيهم.
ثالثاً : نطالب بإعادة الجنسية لكل من سحبت منه جنسيته ووقف هذا النهج البغيض.
رابعاً: نتعاهد على رفع الظلم عن رجالنا ونساؤنا واخواننا واخواتنا واطفالنا وشبابنا و كل متضرر من هذا النهج الظالم و على التحرك بكافة الأشكال السلمية اعلامياً وميدانياً وعلى كافة الأصعدة لرفع الظلم عنهم إن لم تعود السلطة قريباً إلى رشدها وتعيد لهم حقهم في المواطنة .
فنحن من قومٍ إذا عزموا لم يهنوا و إن أقبلوا لا يولون الأدبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق